10/07/2009
الفصل العاشر
قفزت هند في فزع بعد سقوط الفنجال من يد اختها الكبرى اسراء وتلك الاخيرة تصيح فيها بجنون
- ماذا فعلتي أيتها التعسة
وضعت هند يدها على صدرها محاولة تهدئة قلبها وهي تبتلع ريقها في صعوبة قائلة
- ماذا هناك يا إسراء؟
دفنت إسراء وجهها بين كفيها وهي تقول في صوت متهدج
- لقد هدمت كل شئ يا هند، أنت لا تعرفين مدحت مثلما أعرفه أنا، لن يستسلم حتى يصل إلى حسن
سألتها هند في حيرة
- وماذا في هذا ؟
رفعت إسراء عينيها إلى أختها الصغيرة الحائرة، وارتفعت الدهشة مع حاجبى هند وهي ترى الدموع التى تسيل من عين اختها وهي تقول
- إن حسن الصواف هنا في القاهرة يا هند، وقد كنت معه البارحة ... وقد أخبرنى بموافقته على تكفله بمصاريف دراستك التى ترغبين بها في الخارج بعد الانتهاء من التخرج، وكان الثمن هو تقديم رأس مدحت اليه
وانطلقت شهقة هند مع رنين جرس الباب الذى يدقه مدحت في جنون، ليعلن بداية المنحنى الأخير من رحلتنا ...
------------------
انزعج مدحت كثيرا وهو يدق الجرس عدة مرات دون مجيب، دون أن يعلم ما الذي يجرى خلف الباب ... فقد كان عقله يضج بمئات الأسئلة، ويريد إجابتها بأية طريقة ولم يجد سوى إسراء
أما في الداخل فقد أشارت إسراء إلى أختها بأن تدخل إلى غرفتها، وتحركت أختها كالمصدومة غير مصدقة لما سمعته الآن.
ونزعت إسراء سترتها وهي تلتقط منديلا من على الطاولة لتمسح به دموعها وتعدل من وضع زينتها في سرعة وحرفية وفتحت أزرار القميص في سرعة وهي تلقى نظرة على المرآة التى بجانب الباب وهي تحمل مزيجا بين البغض والامتعاض واللهفة.
وتوقف دق الجرس بعد أن يأس مدحت من الإجابة واستدار متجها إلى باب شقته ولكنه سمع صوت الباب وهو يفتح، فاستدار في حدة وهو يرى وجه إسراء يطل من خلف الباب وهي تبتسم في خمول وكسل قائلة
- مدحت
ارتبك مدحت قليلا ثم سألها
- هل كنتِ نائمة ؟
أجابته في ابتسامة حنون بعد أن تأكدت أنها قد كسرت حدة اللقاء
- بل كنت أستعد للنوم
صمت لثانية وهي تغمزه بعينيها
هل تنوى المبيت هنا .... وحدك؟
صمت مدحت دون إجابة وهو في قمة الحيرة وقبل أن يفتح شفتيه ليجيبها، استطردت إسراء في سرعة
- سأغير ملابسى وسآتي إليك في عشر دقائق
وأغلق الباب واستندت إليه وهي تطلق دمعتها الحبيسة في صمت، ثم تحركت إلى مقعدها لتجمع أشلاء فنجانها المكسور ..
--------------------------------
قطعت منال الردهة ذهابا وإيابا وهي تفرك يدها في عنف، لقد نفذت الخطة بكامل حذافيرها ... واستمعت إلى حسن في كل شئ نصحها به ...
ولكنها لم تعد تقدر على التمثيل أكثر من هذا
إنها بحق تكره مدحت من أعماق قلبها ...
وهذا ما دفعها للجوء إلى حسن .. واستشارته
الذى كان له نصيب الأسد فيما يجرى
وأصبح هدف تحطيم مدحت أكثر مما ترغب فيه شخصيا
لكن بعد هذا اليوم
فقد قطعت الطريق ... وتعجلت النهاية ...
وقررت أن تصبح في حفل الزواج ...
الأخير
---------------------------------
توقفت إسراء أمام باب مدحت طويلا ... ثم حسمت أمرها وطرقت الباب ثلاث طرقات متتالية
ولكنها لم تجد استجابة ... فأطلقت زفرة طويلة وضغطت على جرس الباب
وسمعت وقع أقدام مدحت، ثم ظهر من خلف الباب وهو يرمقها بنظرة طويلة وترك الباب مفتوحا ودخل إلى غرفته مباشرة
فدخلت إسراء بسرعة وأغلقت الباب خلفها وهي تراقب ما جرى للمنزل، فقد كان من الواضح أن مدحت يبحث عن شيئ ما
وتصاعدت مخاوفها عندما سمعت صوت الصندوق وهو ينسحب من أسفل سرير مدحت
فتحركت بسرعة وهي تراقب مدحت وهو يفرغ أغراضه بعصبية
فسألته في توتر
- عن ماذا تبحث يا مدحت؟
هز مدحت رأسه دون إجابة .. فمالت إسراء عليه وهي تضع يدها حول عنقه وتلتصق به من الخلف وهي تهمس في أذنه
- هل تريد مساعدة؟
توقف مدحت وارتعش جسده ... وشعرت إسراء بتلك الرعشة ... فابتسمت في نصر وهي تتابع
- أم تفضل أن نقوم بشيئ آخر
نهض مدحت من جلسته التى تشبه القرفصاء وهو يستدير لمواجهة إسراء مباشرة
وهو يتأمل وجهها الجميل ويستنشق عطرها المميز ليملأ به صدره ... ثم ابتسم لينطق بجملة واحدة
- هل تقبليني زوجا لك يا إسراء؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق