18‏/06‏/2009

الفصـل الخــامس




مضت دقيقة كاملة وانا اتأمل جسدها الابيض وهي ترقد كالملائكة في الفراش ، وانا احاول ان اعتصر ذهنى

فقد كنت متأكد من انى قد وصدت الباب جيدا ، وانى كنت ارقد بمفردى ، وعجزت قدماى على حملى ، وتاخذلت قدماى وسقط على الكرسي

ومضى وقت طويل وانا اتطلع اليها ، واتأملها

حتى تثائبت في شكل جميل وهي تفتح عيونها وهي تتململ وتنظر الي مبتسمة

- صباح الخير يا حبيبي

سألتها في حدة

- ماذا حدث

اعتدلت بنصفها العلوى وهي تقول مبتسمة

- ماذا تقصد

اشرت اليها بانفعال وانا اتسائل مجددا

- ماذا حدث بالضبط الليلة الماضية

زادت ابتسامتها اتساعا وهي تجيبنى

- لم يحدث شئ

ارخيت ذراعى وبدأت اسيطر على مشاعرى وانا اتأمل صدرها البارز ، ثم هززت رأسي وانا اسألها

- كيف دخلت الي هنا

التقطت مفتاح صغيرة كان على الطاولة المجاورة للفراش وهي تقول

- لقد اعطانى عم حسن مفتاح الشقة منذ عدة ايام

انعقد حاجباي للحظة وانا لا اجد سوى تفسير واحد ، ان البواب الكسول قد اراح ذهنه من عناء البحث المتواصل عن اغراضى وقد اعطى المفتاح للجيران الذى يعلمون كل شئ ... وزفرت في قوة وانا ارفع رأسي اليها متسائلا

وشعرت اسراء بما يعتمل في اعماقى ، واسترخت في الفراش من جديد ، وهي ترفع ذراعها العارى وهي تدعونى الى الفراش

وزاد ضربات قلبي في قوة وانا انظر اليها طويلا

حتى هتفت في مزيج بين العتاب والدلال

- هل ستتركنى هكذا طويلا

وكانت هذه البداية ، وحزمت امرى ، والقيت كل افكارى خلفى وانا انهض لارتمى في احضانها الدافئة

وفي اشتياق ولوعة ، شرعنا في قبلة عشق طويلة لم ننسى مذاقها منذ زمن ...

وداعبت عنقها باناملى وانا اقبله حتى دنت من شفتيها آهة صغيرة مكتومة ، وتخلصنا من ملابسنا كالمجانين

لنحتفى بلقاء دام انتظاره الكثير ....

وفي خارج المنزل ...

دوى صوت الاقامة لصلاة الفجر ....

وبداية صفحة جديدة ...

من صفحات الخيانة ...

خيانة زوجين ... ولقاء

عاشقين ...


************************


انتهى لقاؤنا ... بعد ساعة كاملة

أحسست بها بسعادة غامرة ، لم أشعر بها قط من قبل ... ومددت يدي أمسح العرق الذى يتصبب من جبيني وأنا ألقى بجسدى على الفراش جوار حبيبتى وأنا ألهث في قوة.


وأغمضت عيني في استمتاع حتى شعرت بجسد إسراء وهي تضع رأسها على صدرى وتداعب بطنى بأناملها، وشعرت بهمسها الجميل ... ولكنى كنت أسقط في بئر عميق ... واكتنف اللون الأسود كل شئ ...

ومضى الوقت دون أن أشعر بشيء

حتى أفقت على هزات خفيفة من يد إسراء، وفتحت عيني في كسل وأنا أتثاءب

ثم ابتسمت وأنا أشاهد ابتسامتها الجميلة وهي تقول

- ألن تستيقظ لتذهب إلى عملك ... أم أنك لا ترغب في الذهاب؟

مددت إليها يدي وقربتها إلي لأطبع قبلة على شفتيها ثم سألتها في خمول

- كم الساعة الآن؟

أجابتنى في دلال

- الواحدة ظهرا
حدقت في وجهها في رعب واضح ثم قفزت اختطف ملابسى في سرعة وقد تذكرت موعد الاجتماع الشهرى في تمام الساعة الواحدة والنصف ولوحت بيدي مودعا في سرعة وأنا أفتح باب الشقة لأقفز درجات السلم في سرعة

وأستقل سيارتى وأنطلق بها مسرعا ... بين شوارع المدينة المزدحمة


تاركا إسراء .... في حجرتى

لتبدأ حملة التنظيف داخل الحجرة

وتبدأ بذلك الصندوق ...

الذى يحوى جميع ذكرياتى


*************************

أوقفت سيارتى في مكانها المخصص أمام تلك البناية الخاصة بالشركة التى أعمل بها

وقفزت من السيارة وأنا ألتقط حقيبتى من المقعد الخلفى وأنا أتحرك بنشاط ملحوظ ... وغريب

واقتحمت غرفة الاجتماعات بابتسامة عريضة قائلا

- أعتذر عن التأخير

نظر مدير العلاقات العامة للشركة إلى الساعة وقال لي

- مازال هناك دقيقتان على ميعاد الاجتماع يا مدحت

كست الدهشة الحقيقية ملامحى وأنا ألقى نظرة خاطفة على الساعة الكبيرة المعلقة على جدار غرفة الاجتماعات وبالفعل ... وجدت أننى وصلت مبكرا عن موعدى ... وللمرة الأولى

فاتخذت مقعدى ... والفكرة لا تفارق رأسي، هل هذا التغير بسببها هي ...

بسبب إسراء ...

أم بسبب الخيانة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق