03‏/06‏/2009

الفصل الثـاني





سرت فترة طويلة من الصمت ، وانزلت الطفلة على الارض ، فعادت تكمل اللهو بالعابها وجلست على الكرسي وانا اتطلع اليها صامتا ... فتنحنحت هند في حرج وهي تتمتم

- ماذا تحب ان تشرب يا استاذ مدحت

اجبتها في وهن :

- اشكرك يا هند ، ولكنى لا ارغب في شئ

هزت رأسها نافية في قوة وهي تجيبنى :

- وهل هذا معقول ؟! .. بعد كل هذه السنين وتأتى الى منزلنا دون ان تنتاول شيئا في منزلنا ... سأعد لك قدحا من القهوة التى تحبها

ودون ان تنتظر الرد ... انصرفت مسرعة باتجاه المطبخ ، ودون ان اسألها عن سبب علمها بحبي الى اقداح القهوة ... ونظرت الى سقف الحجرة

لأسبح في بحر الذكريات ، وارتسمت شبح ابتسامة على شفتى وانا انزل ببصرى لأنظر الى الاريكة ... واسترجع ذكريات الماضى البعيد

عندما كنت اجلس هناك .. بقميصى الابيض الناصع ، وانا اقلب في صفحات الكتاب الذى كنت اقوم بشرحه لاسراء بحجة صعوبة المواد التى اشتكت منها دائما ، وكانت هذه هي النقطة لنجلس بجانب بعضنا البعض ، ونلتصق ... وانا اشرح لها الامر في سرعة خاطفة ... لنتهامس .... ونتبادل عبارات الحب ...

اتذكر ذلك اليوم جيدا ... عندما كانت تريدنى ان اراجع معها المراجعة النهائية لليلة الامتحان ... وفوجئت بها تأتى بكوب من عصير المانجو الذى اعشقه .... وتلتصق بي في شدة ، حتى سرت قشعريرة في جسدى لاجدها تميل الي بدرجة ان شفتاها كادت ان تلمس شفتاى وهي تخبرنى :

- لقد انتهيت فعلا من المراجعة ، ولكنى اشتقت اليك

تململت في جلستى معترضا ولكنها وضعت يدها على فمى وهي تهمس في صوت رخيم :

- اردت ان اجدك بجوارى في تلك الليلة ... الجميع في الخارج لحضور فرح ابنة خالي محمد

وما ان وضعت شفتيها على عنقى ، حتى انهلت عليها بالقبلات على شفتيها وعنقها وانا اتحسس نهديها في نشوة وحب ... وفي حركة عصبية ... فتحت ازرار القميص لاشاهد النهدين المشدودين من فرط النشوة ... و

- استاذ مدحت

انتفض جسدى وانا اخرج من ذكرياتى لألتفت الى مصدر الصوت

لاجد هند تقف امامى ممسكة بالصينية ... وتنظر اليّ في حيرة

تململت في جلستى في حرج بعد انتشلتنى عند تلك النقطة وامسكت بقدح القهوة لارشف منه رشفة صغيرة واضعها على المائدة الرخامية التى امامى :

- ماذا عن اخبارك يا هند ... اخبريني

ابتسمت هند وهي تقول :

- لا شئ ، اننى في العام الاخير من الجامعة ، ادرس في علم الاثار واكمل دراستى في مجال الكمبيوتر

نظرت اليها متأملا ملامحها قليلا ثم سألتها :

- وماذا عن حياتك العاطفية

اتسعت عينا هند للحظات وهي غير مستوعبة للسؤال ، وشعرت بالحرج الشديد يعتريها فاطلقت ضحكة صافية لتلطف الموقف قليلا وانا اغمزها بعيني قائلا :

- لا تقلقى ، لن اخبر احد بالأمر ....

ابتسمت هند في خبث وهي تقول

- بالطبع لن تقدر ، بعد قصة الحب الطويلة التى كانت بينكم

ارتفع حاجباى في دهشة ، فلم اكن اتوقع انها كانت تدرى بذلك التاريخ الحافل

وذلك الحب الذى كان مضربا للامثال بين مراهقين الحارة .

وشهدت جدران البناية قصة العشق التى انتهت برفض اباها المريض ( بمرض عضال في الكلية ) بانه لا يقدر ان يتركها دون ان يطمئن عليها قبل وفاته خصوصا بعد رحيل والدتها :

- استاذ مدحت ، الى اين ذهبت

قالت هند تلك العبارة وهي تطلق ضحكتها المجلجلة في الردهة وهي تغمز بيعينها هي الأخرى قائلة :

- يبدو انك سافرت الى البعيد

ابتسمت وانا التقط قدح القهوة ، وارتجف الفنجال في يدي وانا احاول ان اهدئ من اعصابي وارتفع صوت جرس الباب بطريقة خاصة .... طريقة اسراء

فنهضت هند من مقعدها وهي تبتسم في خبث مجددا لتخبرنى

- لقد وصل الحب القديم

واسرعت تفتح الباب ... وقلبي يخفق في عنف ...

هناك 3 تعليقات:

  1. ماذا تخبئ له هند؟

    ردحذف
  2. شوقتنا يا بشمهندس

    أنا مستمتع جدا وأنا بقراها

    رائعه جدا..

    ردحذف
  3. اشكركم على التعليقات وانتظر معكم الجزء الثالث

    ردحذف